فريق GAV4RD يستأنف جولات الأنشطة الميدانية في قرى ريف الحسكة

GAV – الحسكة

استأنف فريق منظمة (GAV4RD) جولات الأنشطة الميدانية في قرى (جميلية، شما، تل بيدر، أبو رأسين وسيمتك) التابعة لمدينة الحسكة بتاريخ 09/04/2018 وذلك بعد اختتام الجولات الخاصة بقرى ريف الدرباسية، ضمن مشروع “بعيدين عنكن بخطوة” الذي انطلق مع بداية شباط / فبراير الماضي.

وبدأت الأنشطة الميدانية فور الانتهاء من الجولات التحضيرية إلى القرى المستهدفة ضمن أرياف الحسكة، الدرباسية وتربى سبيه، والتي زودت فريق البرامج في المنظمة بدراسة متكاملة عن أوضاع تلك القرى من النواحي الاجتماعية والاقتصادية وغيرها، وإعداد فريق الطلبة المتطوعين وإشراكهم في ورشات حول المحاور التدريبية الثلاثة (مهارات التواصل، المهارات الإدارية والمهارات الفنية والثقافية).

وساهمت تلك الورشات والتدريبات التي خضع لها الطلبة المنحدرين من مختلف مكونات المنطقة (كرد، عرب وسريان) إلى جانب عدد من النازحين المحليين في الفريق، على إنتاج عبارات تعبر عن السلام، لتستخدم كبروشورات وملصقات على سيارات الحملة، والتي ساهمت بدورها في إيصال رسالة المشروع إلى أهالي المدن التي عبرتها تلك السيارات. ومن تلك العبارات (السلام لا يولد في المؤتمرات بل في قلوب الناس وأفكارهم، بالاتفاق ندرك نصف الحقيقة، بالاختلاف ندرك نصفها الآخر، وغيرها من العبارات).

قرية جميلية قرية كردية، تبعد عن الحسكة 30 كم شمالاً، لا يتجاوز عمرها 90 عاماً، وتعود تسميتها نسبة إلى مالك القرية السابق، المعروف باسم جميل، وتشتهر بطبيعتها الخلابة إلى جانب شهرتها في زراعة القمح والشعير.

قرية شما قرية كردية، تقع على بعد 30 كم جنوب غربي الحسكة، يعود أصل تسمية القرية إلى اللغة الآشورية، إذ يعود تاريخ هذا الاسم إلى حقبة الحكم الآشوري للمنطقة، أي قبل نحو ثلاثة آلاف عام. وتشتهر القرية بزراعة القمح، الشعير، العدس، الكمون، والثوم، ولعل تاريخ القرية يتلخص لدى أهالي المنطقة من خلال تل أثريّ كبير، يحكي الكثير عن تاريخ تلك المنطقة، ولهذا فقد أصبحت القرية معلماً سياحياً مشهوراً.

قرية تل بيدر، قرية عربية، تقع على بعد 35 كم شمال غربي الحسكة، وتشتهر بزراعة القمح والشعير، كما تعرف عالمياً كمعلم أثري ومقصداً للسواح لوجود بعض الأوابد التاريخية، إلى جانب موقعها المتميز على مفترق الطرق المؤدية لمعظم المدن الكبرى في الجزيرة.

قرية سيمتك عزو، قرية كردية، تقع على بعد 10 كم شرق مدينة عامودا، كما تبعد عن القامشلي بنحو 10 كم غرباً، وهي قرية صغيرة مجاورة لقرية أثرية تسمى (كري موزان)، يعود أصل التسمية إلى وجود ثلاث تلال صغيرة متقاربة، وتشتهر بزراعة القمح والشعير والكمون.

قرية أبو رأسين قرية عربية، تبعد عن الحسكة بنحو 20 كم شمالاً، ويعود أصل تسميتها إلى وجود تلتين في حدود القرية، وتشتهر بزراعة الشعير والقطن والقمح، إلى جانب تربية المواشي، ومن الطرائف التي تميز القرية، أنها تعرف بشخص بسيط يلقب بأبي الحلوى، لكثرة تناوله الحلوى.

تمكن فريق المنظمة من إيصال فكرته عبر المجتمع المصغر الذي تقاسموه ضمن فريق واحد خلال شهرين كاملين من التدريبات والأنشطة، تبادلوا خلالهما وجهات نظرهم الثقافية، وكونوا علاقات صداقة بينهم، ونقلوا تجربتهم الصغيرة هذه إلى الأهالي في القرى المستهدفة، مؤكدين على ضرورة الوقوف معاً يداً بيد لتعميمها وتحويلها إلى ثقافة مجتمعية.

ونفذ فريق المنظمة مجموعة من الأنشطة الهادفة إلى تعزيز العلاقات بين المكونات في المنطقة، تدعو إلى السلام بينها ونشر ثقافة تقبل الآخر، إذ تبادل الفريق الألبسة التراثية الخاصة بالمكونات (كرد، عرب وسريان)، والتي عبرت وحملت مفهوم تقبل الآخر، كما انقسم الفريق إلى مجموعات لتنفيذ نشاط “زيارة منازل الأهالي”، الأمر الذي ساعد الفريق والأهالي على التعرف على بعضهم البعض.

وكانت اللقاءات مع الأهالي محوراً أساسياً في معرفة المشكلات في الخلافات، والسبب في تحديد العلاقات وبقائها في إطار العلاقات الاقتصادية والتجارية والتي هي بالأساس محدودة، فلم يلحظ الفريق إلا وجود علاقات حقيقية محدودة بين بعض الأهالي من مختلف المكونات، والتي تعود معظمها إلى عوامل تجارية أو الدراسة وغيرها.

وطرحت خلال جلسة الحوار والنقاش مع الأهالي في القرى المستهدفة، بعض المشاكل التي تم تداولها بشكل تفاعلي، والتركيز على ضرورة فتح قنوات التواصل مع أهالي القرى المجاورة من المكونات الأخرى، وعدم ربط التعامل بين المكونات في جانبه الاقتصادي وحسب، بل تضمين ذلك مواضيع الثقافة والتاريخ والعلاقات الاجتماعية، وعدم السماح للخلافات بتفكيك النسيج الاجتماعي الممتد لمئات السنين.

وبعد الانتهاء من نشاط جلسة الحوار والنقاش، استعد الفريق للفقرة الفنية، والتي تضمنت تقديم عروض للدبكات الثلاث (السريانية، الكردية والعربية)، وسط تفاعل الأهالي الذين شارك الكثير منهم أعضاء الفريق في أدائها، قبل الانتقال إلى الفقرة الغنائية التي شملت تقديم أغان فلكلورية للمكونات الثلاثة، ثم تلى ذلك تقديم العرض المسرحي الذي يحمل فكرة مشروع “بعيدين عنكن بخطوة” المتمحورة حول السلم الأهلي والعيش المشترك.

هذا ونفذ الفريق بعد اختتام العروض نشاطاً ترفيهياً خاصاً بالأطفال، تضمن تنظيم مسابقات بينهم وتوزيع بعض الهدايا عليهم، قبل أن يتم إغلاق البرنامج بأداء دبكة جماعية شارك فيها الأهالي.

وتمتاز قرى ريف الحسكة بتنوعها الإثني، بيد أنها تعاني فتوراً في العلاقات الاجتماعية والثقافية، إذ تقتصر الزيارات بين القرى المتجاورة على بعض المناسبات فحسب، ولا تحمل هذه العلاقات أيّة أبعاد أخرى، لذلك تحتاج المنطقة إلى كسر هذه النمطية من خلال مشاريع التنمية الاجتماعية واستهداف أكبر عدد ممكن من القرى لتوعية الأهالي حول مفاهيم السلم الأهلي وتقبل الآخر والعيش المشترك.

الجدير بالذكر أن فريق منظمة (GAV4RD) مستمر في تنفيذ جولاته في قرى ريف تربى سبيه، ومن المتوقع أن تنتهي المرحلة الأخيرة من المشروع في 26 نيسان / أبريل الجاري.