قصة (بازار) تنتهي في مخيم تل السمن بحملات تطوعية لمواجهة (كورونا) ومشاريع خاصة
اختتمت أمس الأربعاء فعاليات ورشات التدريب المهني ضمن مشروع (بازار) الذي أطلقته منظمة (GAV) في 21 حزيران / يونيو الماضي، بمشاركة 24 مستفيداً ومستفيدة من سكان مخيم تل السمن في ريف الرقة.
لكن القصة لن تنته هنا وحسب، إذ أطلق متدربو ورشات الخياطة الرجالية والنسائية، ومتدربو ورشات الحلاقة الرجالية والنسائية، اليوم الخميس، حملة تطوعية لتنظيم أول معرض من نوعه لعرض منتجاتهم التي قاموا بإنجازها خلال فترة التدريب المهني.
فمع نهاية أخر يوم للتدريبات المهنية، بدأ المتدربون مع فريق المنظمة بتحويل إحدى خيام المشروع إلى قاعة معرض، لعرض منتجات ورشتي الخياطة الرجالية والنسائية، بالإضافة إلى عرض صور خاصة بقصات الشعر والموديلات التي أنجزها متدربو ورشتي الحلاقة الرجالية والنسائية.
بالإضافة إلى معرض المنتجات الخاصة بالمتدربين، قرر متدربو ورشتي الخياطة الرجالية والنسائية إطلاق مبادرة أخرى لصناعة كمامات قابلة للاستخدام أكثر من مرة، وتوزيعها مجاناً على سكان مخيم تل السمن، كمساهمة تطوعية في الجهود الحثيثة الرامية للحد من تفشي فيروس (كورونا) خصوصاً بعد تصاعد وتيرة انتشاره في مناطق شمال وشمال شرقي سوريا مؤخراً.
أما على صعيد الخطوات المقبلة، يخطط جميع المتدربين في مختلف الورش المهنية لافتتاح مشاريعهم الخاصة بعد استلام الأدوات والأجهزة اللازمة من المنظمة.
إذ قرر عادل صالح (39 عاماً) الذي أجبر على النزوح مع أطفاله الستة من بلدة حمام التركمان، وزميله إسماعيل الخلف (34 عاماً) الذي اضطر هو الآخر للفرار من بلدة مبروكة في ريف رأس العين / سري كانيه إبان الهجوم العسكري التركي الأخير قبل 10 أشهر، قررا افتتاح صالون حلاقة مشترك بعد اكتسابهما المهارات اللازمة خلال ورشات مشروع (بازار).
يقول المتدربان إنهما لم يكونا يتوقعان أبداً الوصول إلى هذه النقطة، لكنهما يبديان إصراراً كبيراً على النجاح في مشروعهما الجديد الذي سيرى النور قريباً، على حد تعبيرهما.
بالمقابل، تخطط كل من تغريد الحبيب (27 عاماً) وخلود العلو (23 عاماً) النازحتان من قرية الشركراك بعد العملية العسكرية التركية لافتتاح صالونهما الخاص بالحلاقة النسائية قريباً.
تتوقع تغريد إن المشروع الجديد سيؤمن لها مصدراً ثابتاً للدخل لإعالة أسرتها المؤلفة من ستة أطفال، أما خلود التي تعيل ثلاثة أطفال فتهدف هي الأخرى لتأمين مصدر ثابت للدخل وتحقيق طموحها في ممارسة هذه المهنة التي أقبلت على تعلمها بشغف لافت.
إذاً هي نهاية قصة مشروع (بازار) التي بدأت في مخيم تل السمن للنازحين، لكنها لن تكون القصة الأخيرة، إذ لا يزال الآلاف من النازحين بحاجة إلى دعم في مجالات سبل العيش لإعادة دمجهم في سوق العمل وتوفير فرص متكافئة أمام الجميع لتحقيق طموحهم في الاعتماد على أنفسهم لمواجهة مصاعب الحياة وقسوتها.