نهلة وإبراهيم: بازار فرصة للتغلب على مصاعب الحياة في خضم النزوح

التحقت نهلة حسين المحمد (31 عاماً)، بورشات التدريب المهني التي أطلقتها المنظمة في مخيم (تل السمن) لنازحي تل أبيض وريفها، قبل أيام، لتغير مسار حياتها وعائلتها الصغيرة.

نزحت المحمد من بلدة حمام التركمان بعد الهجوم التركي على المناطق الحدودية في شمال شرقي سوريا في تشرين الأول / أكتوبر الماضي، وعاشت في مخيم (تل السمن) مع أطفالها الثلاثة. 

فقدت هذه الأم زوجها خلال معارك تحرير مدينة الرقة من تنظيم داعش قبل ثلاث سنوات، متأثراً بإصابته جراء انفجار لغم أرضي من مخلفات الحرب. 

تركز المحمد حالياً كل جهودها على تعلم مهنة الخياطة التي لم تمارسها قبل الآن سوى لفترات قليلة ومتقطعة، لكنها تظهر شغفاً كبيراً في تعلم المهارات الخاصة بهذه المهنة، حتى تؤمن مصدراً ثابتاً للدخل يعيلها على تأمين قوت عائلتها الصغيرة. 

تقول نهلة إن مشروع (بازار) وفر لها لأول مرة فرصة للاستقلال المادي وتخفيف الاعتماد على المساعدات الإنسانية، معبرة عن ضرورة حصول كل فتاة أو شخص على فرصة لممارسة مهنة معينة تساعده على تأمين متطلبات الحياة وكسر الروتين الذي يطغى على حياة النازحين في المخيمات بعيداً عن منازلهم بسبب ظروف الحرب المستمرة منذ سنوات. 

أما إبراهيم الجاسم، البالغ من العمر (41 عاماً)، والذي التحق بورشة التدريب المهني ضمن مشروع (بازار) الذي بدأت فعاليته في 21 حزيران / يونيو الجاري، فيقول إن المشروع يكاد يكون الفرصة الأولى التي يحظى بها لتطوير مهاراته في مهنة الخياطة الرجالية بشكل مستقل. 

نزح الجاسم من بلدة سلوك التي كان يقيم فيها منذ عام 2005، بعد الهجوم التركي على المناطق الحدودية في شمال شرقي سوريا قبل نحو تسعة أشهر، ليقيم في مدينة الرقة، إلا إن تكاليف الحياة الباهظة أجبرته على الانتقال مع عائلته المؤلفة من زوجته وبناته الثلاثة إلى مخيم (تل السمن). 

تعلم الجاسم أساسيات مهنة الخياطة على يد والدته حين كان صغيراً، ثم تنقل للعمل في ورش مختلفة بين مدينة الرقة وبلدة سلوك، قبل أن يقرر السفر إلى لبنان ويعود مجدداً إلى سوريا بعد سنوات. 

يرى الجاسم في مشروع (بازار) للتدريب المهني، منطلقاً لفتح صفحة جديدة مع الحياة ضمن مخيم النازحين، لافتاً إلى أن هذه الفرصة ستمكنه أخيراً من إعالة أسرته دون الاضطرار للاعتماد على المساعدات المقدمة من جانب المنظمات الإنسانية، ليعيد رسم ملامح حياته الجديدة منذ الآن. 

وأمام هول الصعاب التي تجرعها خلال سنوات الحرب الطويلة، يقول الجاسم إنه سيعمل مستقبلاً على مساعدة كل من يريد تعلم مهنة الخياطة لمساعدتهم على تأمين مصدر ثابت للدخل يكون معيلاً لهم في الظروف الصعبة، كما حصل هو على هذه الفرصة، على حد تعبيره. 

وأطلقت منظمة (GAV) فعاليات مشروع (بازار) في مخيم تل السمن في 21 حزيران / يونيو الفائت، والذي يستهدف تدريب 24 مستفيداً ومستفيدة من سكان المخيم في مهنتي الخياطة والحلاقة بشقيها الرجالي والنسائي، وبإشراف مدربين محترفين. 

ويهدف المشروع إلى إعادة دمج المتدربين في سوق العمل بعد حصولهم على التدريبات المهنية ودعمهم بالأدوات اللازمة لافتتاح مشاريع خاصة في المهن المحددة، لمساعدتهم على تأمين مصادر دخل ثابتة لهم ولأسرهم وتخفيف اعتمادهم على المساعدات الإنسانية. 

إبراهيم الجاسم، المتدرب في ورشة الخياطة الرجالية ضمن مشروع (بازار) في مخيم تل السمن - GAV
إبراهيم الجاسم، المتدرب في ورشة الخياطة الرجالية ضمن مشروع (بازار) في مخيم تل السمن – GAVV
متدربة في ورشة الخياطة النسائية ضمن مشروع (بازار) في مخيم تل السمن - GAV
متدربة في ورشة الخياطة النسائية ضمن مشروع (بازار) في مخيم تل السمن – GAV
متدربة في ورشة الخياطة النسائية ضمن مشروع (بازار) في مخيم تل السمن - GAV
متدربة في ورشة الخياطة النسائية ضمن مشروع (بازار) في مخيم تل السمن – GAV
نهلة المحمد، متدربة في ورشة الخياطة النسائية ضمن مشروع (بازار) في مخيم تل السمن - GAV
نهلة المحمد، متدربة في ورشة الخياطة النسائية ضمن مشروع (بازار) في مخيم تل السمن – GAV