خولة ودلال تتمسكان بالإصرار لتجاوز تداعيات الحرب والنجاح مهنياً

تحاول كل من خولة إسماعيل (33 عاماً)، ودلال العلي (34 عاماً)، من مدينة الرقة، تعويض ما فاتهما من وقت منذ أن فقدتا فرصة مواصلة العمل في مهنة الخياطة بسبب تداعيات الحرب. 

التحقت كل من خولة ودلال منذ أيام بفريق المتدربات ضمن المرحلة الرابعة من مشروع (بازار) الذي أطلقته منظمة  (GAV) في الرقة لتمكين النساء مهنياً واقتصادياً ومساعدتهن على تأمين فرص عمل جديدة.

بالنسبة لخولة، التي فقدت منزلها وأحد أبنائها بسبب الحرب، فإن الانضمام لفريق المتدربات يمثل فرصة جديدة للعودة إلى سوق العمل خصوصاً بعد أن خسرت عدة الخياطة التي كانت تملكها.

وتقول خولة التي تعتبر المعيلة الوحيدة لأسرتها المؤلفة من ستة أفراد، إن الانضمام للتدريبات الحالية سيساعدها على تحسين وضعها المعيشي بعد أن تطوّر مهاراتها وخبراتها في مجال الخياطة عموماً. 

أما دلال، التي وجدت نفسها بدون عمل بعد أن خسر زوجها عمله بسبب المرض، فتقول إنها ستحاول الحفاظ على مهنتها بعد أن تتمكن من تطوير مهاراتها أيضاً. 

دلال التي تعيل سبعة أطفال صغار كانت قد خسرت عدّتها الخاصة بالخياطة بسبب النزوح المتكرر الذي ذاق مرارته معظم سكان الرقة قبل تحريرها من سيطرة تنظيم داعش عام 2017. 

فقدت دلال بسبب تلك الظروف معظم زبائنها وتحاول الآن العودة إلى سوق العمل مجدداً من خلال الانضمام لفريق المتدربات ضمن مشروع (بازار)، من خلال الإصرار على النجاح وتعويض ما فاتها في هذا المجال. 

وانطلقت التدريبات العملية في مهنة الخياطة  في 12 حزيران / يونيو الجاري، بمشاركة 24 امرأة من سكان مدينة الرقة، في محاولة لدعم النساء على تأمين سبل عيش مستمرة وثابتة لهن عبر برنامج تدريب مكثف، بالإضافة إلى تدريبات في مجال التسويق المهني على مدار شهرين ونصف. 

يدعم السياق العام للمشروع إعادة دمج المتدربات في سوق العمل بما يتلاءم مع خطة توفير الدعم الفني والتقني لهن، ومساعدتهن في الحصول على فرص عمل ثابتة، والتركيز على تحسين مستواهن الاقتصادي بما يتيح لهن الاعتماد على أنفسهن وتأمين دخل ثابت لأسرهن، وبما يحقق لهن استقلالاً مادياً. 

ويأتي المشروع في مرحلته الرابعة بعد تمكين مهارات (84 متدرباً ومتدربة) من سكان مخيم تل السمن ومدينة الرقة خلال المراحل الثلاث السابقة، في مهن: الخياطة بشقيها الرجالي والنسائي، والحلاقة بشقيها الرجالي والنسائي، والسباكة (التمديدات الصحية)، والديكور الداخلي والكهرباء المنزلية، بالإضافة إلى التدريبات الخاصة بالتسويق المهني.