تسوية تربة البيوت البلاستيكية وتسميدها استعداداً لنقل الشتلات
بدأت زهرة حجي العلي (42 عاماً)، ومها حسين العلي (24 عاماً)، بأعمال حراثة التربة داخل البيتين البلاستيكيين، إضافة إلى تنظيفها من الأعشاب الضارة وبقايا المحاصيل السابقة وتسويتها وتسميهدها تمهيداً لمرحلة الإنتاج ونقل صواني التبذير إلى البيتين.
تعمل زهرة ومها الآن على تسوية التربة وتحديد بدايات البيت ونهايته، وإضافة سماد سلفات البوتاسيوم الذي يساعد البنات في عملية التركيب الضوئي ويزيد من عقد الإزهار، إضافة إلى تقوية الثمرة من حيث الشكل والبنية، إلى جانب استكمال عمليات تجهيز البنية التقنية داخل البيت البلاستيكي.
انضمت زهرة ومها إلى فريق مشروع (أنامل خضراء) الذي أطلقته منظمة (GAV) منتصف أيلول/سبتمبر 2021، في إطار سعيها لدعم قطاع الزراعة وتمكين النساء اقتصادياً.
تقول زهرة إن البيوت البلاستيكية تعتبر فرصة جيدة لتحسين واقع النساء الاقتصادي وكذلك الاجتماعي، خصوصاً مع الانتشار اللافت لهذه البيوت في ريف الرقة الجنوبي.
تضيف زهرة: “أمضي معظم وقتي حالياً في حراثة التربة وتنظيفها وعمل المصاطب إذ يقسم البيت إلى خمسة مصاطب بحيث يتم وضع الشتلات في كل مصطبة من الطرفين، بما يضمن ارتفاع البنات عن الأرض والحد من أضرار الرطوبة الزائدة.”
تشير زهرة التي تعيل أطفالها الخمسة منذ وفاة زوجها، إلى أهمية العمل في الزراعة باعتباره وسيلة لتحسين ظروفها الاقتصادية وتمكينها في مهارات الزراعة الحديثة بما يضمن رفع مستوى الإنتاج.
أما مها التي تعيل طفليها منذ وفاة زوجها، فتمكنت هي الأخرى من تجهيز تربة البيت البلاستيكي وتسويتها وتسميدها بمساعدة فريق المهندسين الزراعيين والتقنيين، استعداداً لنقل صواني التبذير والشتلات.
تقول مها التي تعمل في مجال زراعة الخضروات الشتوية والصيفية أنها مصرة على إنجاح هذا المشروع واكتساب مهارات جديدة في هذا المجال.
يأتي مشروع (أنامل خضراء) في سياق سعي منظمة (GAV) لدعم القطاع الزراعي وتوفير سبل عيش دائمة ومستقرة للنساء بما يعزز فرصهن للصمود في مواجهة تحديات الحياة، وزيادة فرصهن في لعب دور قيادي في المجالين الاقتصادي والاجتماعي وكذلك السياسي مستقبلاً.
يوفر المشروع الذي سيستمر على مدار ثلاثة أشهر فرص استثمار لثلاثين مستفيدة عبر توفير بيوت بلاستيكية نموذجية مع كافة المستلزمات اللازمة لإنتاج محاصيل زراعية متكاملة وتسويقها محلياً وتطوير مهاراتهن في مجال الرعاية والري والتسميد وفقاً لأحدث التقنيات.
سيوفر المشروع للمستفيدات تدريبات في مجال التسويق المهني بما يضمن لهن فرصاً عادلة للمنافسة في سوق العمل المحلية، وذلك بما يتلائم مع خطة الدعم الزراعي والتقني التي سيقدمها فريق المنظمة خلال مدة المشروع في محاولة لتوفير الإمكانيات اللازمة لهن لضمان استمرارية المشروع على المدى الطويل.
يأتي هذا المشروع أيضاً استجابة لحجم الاحتياجات الكبيرة في مجال سبل العيش وتأمين فرص عمل ثابتة للنساء، وكذلك تأمين جزء من احتياجات السوق المحلية من المحاصيل الشتوية بما يساهم في خفض الأسعار ما قد ينعكس على الوضع الاقتصادي وكذلك الاجتماعي.