متدربو (بازار 3) يجنون ثمار تدريباتهم ويلتحقون بسوق العمل مبكراً

التحق العديد من متدربي (بازار 3) بسوق العمل المحلية، رغم انتصاف مرحلة التدريبات العملية، بعد اكتسابهم المهارات اللازمة للحصول على فرص عمل. 

ففي إحدى ورش الديكور، يلتحق خمسة من المتدربين الستة بفرص عمل جزئية جديدة مع نهاية الساعات المخصصة للتدريبات كل يوم. 

نزار محمد (36 عاماً)، الذي نزح من حلب قبل سنوات، والتحق بتدريبات ورشة (الديكور)، حصل مؤخراً على فرصة عمل حقيقية بالتزامن مع مواصلته تدريباته الفعلية ضمن فريق (بازار 3). 

يستفيد نزار من هذه الفرصة الجزئية لإعالة أسرته المكونة من خمسة أشخاص، وتأمين أدويته الخاصة بعلاج آلام الفقرات التي يعاني منها. 

بدأ فهد إبراهيم (30 عاماً) هو الآخر بالعمل جزئياً مع نزار بعد حصوله أيضاً على فرصة مماثلة. 

يقول فهد الذي لم يكن يملك خبرة سابقة في مجال الديكور والجبسم بورد، إنه يلتحق بعمله الجديد مع نهاية الوقت المخصص للتدريبات ضمن ورش (بازار 3). 

أما في ورشة السباكة، فتمكن ستة متدربين من إنجاز أول عمل خاص لهم رغم استمرار التدريبات العملية.

المتدربون الستة تقاضوا لأول مرة أتعاباً عن تمديد شبكة مياه وأخرى للصرف الصحي في إحدى الشقق السكنية في الرقة، بمساعدة المدرب. 

ووفقاً للمتدرب ياسر الهاشم (38 عاماً)، فقد تم إنجاز هذه الورشة بعد انتهاء الوقت المخصص للتدريبات ضمن ورشة السباكة في مشروع (بازار 3). 

يقول ياسر إن مثل هذا العمل يمثل فرصة لتأمين موارد إضافية تعينه على توفير مصاريف الحياة اليومية، خصوصاً وأنه بحاجة لتوفير المال لإعادة ترميم منزله الذي تضرر عام 2017 أثناء تحرير الرقة من تنظيم داعش. 

لا يختلف الأمر بالنسبة لفهد الحسين (33 عاماً)، الذي يلتحق بالعمل الجديد الذي حصل عليه بعد انتهاء فترة التدريب ضمن فريق ورشة (الكهرباء المنزلية). 

أتقن فهد معظم أساسيات هذه المهنة رغم عدم انتهاء مرحلة التدريبات، نظراً لخبرته السابقة، واتساع دائرة علاقاته خلال المشروع، وهو ما ساعده في العثور على فرصة عمل جزئية بعد انتهاء فترة التدريبات اليومية. 

يقول فهد إنه يقضي كأقرانه الآخرين ممن حصلوا على فرص عمل حقيقية، نصف يوم في العمل الجديد، لزيادة خبرته أولاً، ولتأمين مصروف أسرته اليومي ثانياً. 

لا يقتصر هذا الأمر في ورشة (الكهرباء المنزلية) على فهد وحسب، إذ تمكن إبراهيم إسماعيل (40 عاماً) من الالتحاق بعمله الجزئي الجديد أيضاً، بعد أن أتقن مهارات هذه المهنة منذ التحاقه ببرنامج التدريب المهني ضمن فريق متدربي (بازار 3). 

هذه التجارب العملية الحقيقية لمتدربي ورش (بازار 3) المهنية تأتي فقط بعد انتصاف رحلة التدريب التي انطلقت في التاسع من كانون الثاني / يناير الماضي، والتي ستستمر حتى العاشر من آذار / مارس المقبل. 

وانطلقت المرحلة الثالثة من مشروع (بازار) بعد اختيار 36 متدرباً موزعين على ورش الكهرباء المنزلية والسباكة والديكور (جبسم بورد)، وذلك بهدف مساعدتهم على تأمين بداية جديدة وإعادة دمجهم في سوق العمل ومواكبة احتياجاتها المتزايدة. 

ويأتي المشروع في وقت تشهد فيه الرقة منذ تحريرها من سيطرة داعش عام 2017، نشاطاً عمرانياً لافتاً مع بدء جهود إعادة الإعمار وازدياد المشاريع الإنشائية، والتي أدت إلى ظهور الحاجة للكثير من المهن الأساسية كالسباكة والديكور والدهان والكهرباء المنزلية وغيرها. 

وتتضمن هذه المرحلة توفير جلسات تدريب عملية ونظرية في المهن المحددة، إلى جانب تدريبات في مجال التسويق المهني.