متدربو بازار يخططون لإطلاق مشاريعهم الخاصة
تفكر أميرة الحبيب (28 عاماً)، بعد انقضاء أكثر من 16 جلسة تدريبية في مهنة الحلاقة النسائية، بافتتاح صالونها المشترك مع إحدى زميلاتها من متدربات مشروع (بازار) في مخيم (تل السمن).
تقول أميرة أثناء قيامها بتلبية طلب إحدى المتطوعات في الحصول على تسريحة جديدة، إنها باتت جاهزة تقريباً لخوض هذه التجربة.
لجأت أميرة كالكثير من سكان ريف تل أبيض إلى مخيم (تل السمن) إبان الهجوم العسكري التركي في تشرين الأول الماضي، وهي التي فقدت زوجها على يد عناصر تنظيم داعش، قبل أن تفقد والدها مؤخراً بعد نزوحهما من قرية الشركراك إلى مدينة الرقة.
تناقش أميرة مع زميلتها (سناء الأحمد)، خياراتهما لافتتاح الصالون المشترك، بعد انتهاء ورش التدريبات المهنية وحصولهما على الأدوات اللازمة لإطلاق المشروع، وتقولان إن تلك الأدوات التي سيقدمها مشروع (بازار) ستكون عوناً كبيراً لهما لخوض هذه الرحلة الجديدة والمختلفة.
قطعت أميرة التي تعيل أطفالها الأربعة شوطاً كبيراً على طريق اكتساب المهارات اللازمة لعملها في مهنة الحلاقة النسائية، إذ لا تشعر وأنت تشاهدها خلال التدريبات العملية بأنك تنظر إلى متدربة، بل إلى محترفة تعمل في هذا المجال منذ سنوات.
أما إبراهيم العبود (26 عاماً)، فيتأمل هو الآخر بقطع الملابس التي تمكن من إنتاجها مع زملائه الآخرين في ورشة الخياطة الرجالية طيلة الجلسات السابقة.
يقول إبراهيم الذي أمضى وقتاً طويلاً كعامل عادي متنقلاً بين لبنان وتركيا وسوريا، إنه عاد مع أطفاله الثلاثة إلى مسقط رأسه في قرية الخريجة جنوبي تل أبيض قبل عام، لكنه أجبر على النزوح منها مرة أخرى جراء الهجوم العسكري التركي على المنطقة.
يمضي إبراهيم الذي لا تسمح حالته الصحية بممارسة الكثير من المهن، معظم وقته في تحليل التدريبات التي حصل عليها لتحقيق شغفه بافتتاح مشغله الخاص داخل المخيم أو خارجه، ليتمكن من إعالة أسرته الصغيرة.
وأطلقت منظمة (GAV) فعاليات مشروع (بازار) في مخيم تل السمن في 21 حزيران / يونيو الفائت، ويستهدف تدريب 24 مستفيداً ومستفيدة من سكان المخيم في مهنتي الخياطة والحلاقة بشقيها الرجالي والنسائي، وبإشراف مدربين محترفين.
ويهدف المشروع إلى إعادة دمج المتدربين في سوق العمل بعد حصولهم على التدريبات المهنية ودعمهم بالأدوات اللازمة لافتتاح مشاريع خاصة في المهن المحددة، لمساعدتهم على تأمين مصادر دخل ثابتة لهم ولأسرهم وتخفيف اعتمادهم على المساعدات الإنسانية.