قامشلو: تنفيذ نشاط توعوي للأطفال حول خطورة الألعاب العنيفة

GAV- قامشلو

نفذّ فريق المتطوعين في منظمة GAV نشاطاً ترفيهياً في مركز المنظمة بمدينة القامشلي/قامشلو، وذلك بتاريخ 19/06/2018، والذي أندرج تحت عنوان (دعني أفرح)، وشمل النشاط مجموعة أنشطة ترفيهية، ركزت على إبعاد الطفل عن شراء الألعاب العنيفة كـ (الأسلحة والألعاب النارية).

وأتى النشاط بعد عيد فطر، حيث يتوجه غالبية الأطفال إلى شراء هذا النمط من الأسلحة التي تحمل طابع العنف بشكل ملحوظ، الأمر الذي يستدعي توعية الطفل وذويه بمدى خطورة  هذا النمط من الألعاب على نفسية الطفل وانعكاسها سلباً على تصرفاته مع بيئته المحيطة. ويأتي ذلك نتيجة عدم اهتمام الأسر باهتمامات أطفالهم وحمايتهم من واقع الحرب القائمة وانتشار المظاهر العسكرية التي باتت جزءاً من الوضع العام الذي تمر فيه البلاد بسبب حالة النزاع.

ويتأثر الطفل بالأوضاع والظروف المحيطة به أكثر من غيره من فئات المجتمع، وخاصة أثناء الظروف الاستثنائية كحالات الحروب التي تخلف تأثيرات كبيرة على نفسية وشخصية الطفل أثناء وبعد معايشتها. وتظهر هذه التأثيرات بشكل مباشر عندما يميل معظم الأطفال وخاصة الذكور منهم إلى شراء الألعاب العنيفة وتقليدهم لبعضهم الآخر في المناسبات والأعياد.

وقد قام فريق المنظمة بتنفيذ نشاط (دعني أفرح) الذي استهدف( 45 طفل)، في محاولة لتوعية الأطفال وإبعادهم عن هذه الثقافة، وذلك من خلال نشاطات متنوعة كـ (الرسم على وجوه الأطفال، تلوين رسومات جاهزة وتعليقها على حبال، حوار مع الأطفال حول نشاطاتهم أثناء العيد، وضع بصمات أيديهم على لوح ورقيّ، أنشطة رقص وغناء، إضافة إلى بعض الألعاب وتوزيع الهدايا والحلوى).

وركّز الحوار على معرفة أنشطة الأطفال أثناء العيد وتحديد الألعاب التي اشتروها، وظهر أن أغلب الأطفال المشاركين في نشاط (دعني أفرح) كانوا قد اشتروا ألعاب الأسلحة أثناء العيد أو في وقت سابق. وحاول الفريق استشفاف الأسباب التي دفعتهم لشرائها لمعرفة الظروف المحيطة بهم والتي تؤثر على خياراتهم وعزوفهم عن الذهاب إلى ملاهي الألعاب أو الحدائق لتمضية الوقت مع أصدقائهم. وكان من أهم الأسباب هو قلة الوعي لدى الأسرة بضرورة حماية الطفل من الممارسات والتصرفات العنيفة واعتبارها نوعاً من الترفيه. وأيضاً قلة عدد المراكز والمساحات صديقة للطفولة كمراكز تنمية المواهب الطفل في الرسم والموسيقى وغيرها من الفعاليات التي تساعد  على تقليل الآثار النفسية للحرب على الطفل.

الطفل (جان) ذكر أنه كان قد اشترى لعبة (مسدس الخرز)، كونها  الأكثر انتشاراً بين أصدقائه، وبسبب تأثره ببطل إحدى المسلسلات، وهذا يظهر تأثير المسلسلات ذات الطابع العنيف على شخصية الطفل، لكن الأهل كانوا معترضين على شرائه لهذه اللعبة كونها تشكل خطراً على الآخرين.

أما الطفل (مأمون) فقد كان قد اشترى (مسدس خرز) أيضاً بثمن (1500 ل.س) دون علم أهله، وهو نادم على ذلك كونها لعبة قد تسبب الأذى للآخرين، وأكد أنه لو كان يملك خياراً لاستبدال اللعبة لقام باستبدالها بكرة قدم أو أي لعبة مسلية أخرى تناسب عمره. في حين أن الطفل (زيد) كان قد اشترى هو الآخر (مسدساً) دون علم أهله أيضاً، وقال إن أهله لم يمانعوا شرائه لتلك اللعبة. بينما اكتفت  معظم الفتيات بشراء ألعاب الدمى مثل “دمية باربي”.

وتبين من خلال النشاط الدور الضعيف الذي تمارسه الأسرة في حماية أطفالها من تأثيرات الحرب وتسرب ثقافة العنف إليهم، ما يستوجب ضرورة العمل على توعية الآباء والأمهات حول هذه الثقافة التي من الممكن أن تنمي في الأطفال العنف وتخلق حالة غير سليمة،  تبعدهم عن الحلول السلمية في حل المشكلات، وتقويّ ردّات أفعالهم العنيفة في التجاوب مع مشاكلهم ومحيطهم.

الجدير بالذكر أن فريق المنظمة التطوعي سيستمر في تنفيذ أنشطة مشابهة لحماية الطفل من تبعات الحرب النفسية وانعكاسها على واقعهم وطموحاتهم.