منظمة GAV4RD تختتم مشروع ‹بعيدين عنكن بخطوة›

GAV – قامشلو

اختتم فريق منظمة (GAV4RD) مشروع الدمج المجتمعي “بعيدين عنكن بخطوة” مع فريق عمل المشروع، بتاريخ 29 نيسان / أبريل. بعد ثلاثة أشهر من العمل والأنشطة والورشات المنوعة، والتي هدفت إلى نبذ خطاب الكراهية بين مكونات الجزيرة، ونشر ثقافة تقبل الآخر والتعايش المشترك.

واعتمد المشروع على مجموعة من الطلبة الجامعيين من جميع المكونات المنطقة من (عرب، كرد وسريان) كمتطوعين للمشاركة في أنشطة المشروع، باعتبارهم الفئة المتعلمة والتي ستشارك بفعالية في بناء أرضية جديدة نحو بناء سلام حقيقي بين المكونات بالاعتماد على المخزون الحضاري والثقافي الكبير لأبناء المنطقة. ولتحقيق ذلك خضع هؤلاء الطلبة من المتطوعين لمجموعة من الورشات التدريبية حول (مهارات التواصل، والمهارات الإدارية وأخرى ثقافية وفنية)، بهدف تعزيز إمكانياتهم في سبل التواصل، ودراسة واقع التنوع الحضاري ومن ثم إيجاد أنسب الطرق والوسائل لتحقيق التقارب بين المكونات. واعتمدت خطة المشروع على خلق تجربة مصغرة عن التعايش بين المكونات من خلال تجسيد واقعهم عبر مجموعة الطلبة المتطوعين المنحدرين من عدّة مكونات تقاسموا معاً وتعايشوا ضمن فترة تدريبية امتدت 25 يوماً ومن ثم ترجمتها خلال جولات الأنشطة الميدانية في القرى المستهدفة، ومن ثم تعويمها لتتحول إلى ثقافة مجتمعية.

استهدف المشروع 15 قرية في ريف الحسكة وريفي الدرباسية والقحطانية/تربى سبيه، وتوزعت بين قرى (عربيّة، كرديّة وسريانيّة)، بينما بلغ العدد الإجمالي للمستفيدين حوالي (4200) من أهالي القرى، إضافة إلى المتطوعين المشاركين. حيث تضمنت خطة العمل في القرى مجموعة أنشطة كـ (زيارة منازل القرويين، جلسات الحوار والنقاش، أنشطة مسرحية وموسيقية، إضافة لمسابقات للأطفال وتوزيع الهدايا)، وحاول الفريق من خلال تلك الأنشطة أن يقديم رسائل تهدف إلى تقبل الآخر وضرورة اعتبار السلم الأهلي والتعايش المشترك بين المكونات الحل الأمثل لتوجيه المنطقة نحو برّ الأمان.

وقد أظهر المشروع وجود مشاكل في أدوات التواصل بين المكونات، وحاجتها إلى تعزيز مستمر، فأغلب العلاقات التي قد تجمع أبناء المنطقة المنحدريّن من مكونات مختلفة، تقتصر على الجانب الاقتصادي، ما يعني وجود ضرورة لنشر الوعيّ بمفهوم التعايش المشترك.

وإلى جانب ذلك، ففي طبيعة المجتمعات القرويّة، يلاحظ فتورٌ واضح في دور المرأة في الجوانب الاجتماعية وفتح قنوات التواصل، نتيجة للهيمنة الذكورية القائمة على ثقافة يعود تاريخها لمئات السنيّن، وهذا ما يدعو للقلق للتحرك نحو تنفيذ مشاريع هادفة لتمكين المرأة اقتصادياً واجتماعياً، وبلورة دورها لتلعب إلى جانب الرجل على بناء المجتمع وفق أسس المساواة بين الجنسين، وبطبيعة الحال استثمار دورها في تحقيق الدمج المجتمعي في المجتمع المحليّ.

وسعت المنظمة لتحقيق تواصل فعليّ بين أهالي القرى، وعلى إثره نفذت نشاطاً كان يهدف إلى اجتماع موسع بين المكونات ضم سكان عدد من القرى من مختلف مناطق عمل المشروع، بهدف تعزيز العلاقات بينها، ولاقى النشاط تقبلاً واضحاً من المشاركين، إذ ساعد الاجتماع وفريق العمل والأنشطة التي قدموها طيلة فترة المشروع على بناء علاقات متبادلة بينهم، كما أتاح النشاط للمشاركين التعرف على الآخر وثقافته وتاريخه.

الجدير بالذكر أن المنظمة أقامت حفلاً ختامياً للمتطوعين الذين شاركوا في المشروع والذي امتد لثلاثة أشهر، ومنحتهم شهاداتٍ توثق مشاركتهم في الأنشطة خلال المشروع ونوعية التدريبات التي خضعوا لها، ودورهم في إنجاح المشروع.