فريق GAV4RD يبدأ جولات الأنشطة الميدانية في قرى ريف تربى سبيه
GAV – تربى سبيه
استأنف فريق منظمة (GAV4RD) جولات الأنشطة الميدانية في قرى (تل شعير، تل برهم وروتان) التابعة لمدينة تربى سبيه بتاريخ 15/04/2018 وذلك بعد اختتام الجولات الخاصة بقرى ريف الحسكة، ضمن مشروع ‹بعيدين عنكن بخطوة› الذي انطلق مع بداية شباط / فبراير الماضي.
وبدأت الأنشطة الميدانية فور الانتهاء من الجولات التحضيرية إلى القرى المستهدفة ضمن أرياف الحسكة، الدرباسية وتربى سبيه، والتي زودت فريق البرامج في المنظمة بدراسة متكاملة عن أوضاع تلك القرى من النواحي الاجتماعية والاقتصادية وغيرها، وإعداد فريق الطلبة المتطوعين وإشراكهم في ورشات حول المحاور التدريبية الثلاثة (مهارات التواصل، المهارات الإدارية والمهارات الفنية والثقافية).
وساهمت تلك الورشات والتدريبات التي خضع لها الطلبة المنحدرين من مختلف مكونات المنطقة (كرد، عرب وسريان) إلى جانب عدد من النازحين المحليين في الفريق، على إنتاج عبارات تعبر عن السلام، لتستخدم كبروشورات وملصقات على سيارات الحملة، والتي ساهمت بدورها في إيصال رسالة المشروع إلى أهالي المدن التي عبرتها تلك السيارات. ومن تلك العبارات (السلام لا يولد في المؤتمرات بل في قلوب الناس وأفكارهم، بالاتفاق ندرك نصف الحقيقة، بالاختلاف ندرك نصفها الآخر، وغيرها من العبارات).
قرية روتان، قرية مسيحية (سريان) تقع على بعد 25 كم عن جنوب غربي قامشلو، وتبعد عن القحطانية 6 كم من الجهة الجنوبية الشرقية، وتشتهر بزراعة كل من القمح، الشعير، البصل، الثوم والخضار الصيفية والبقوليات. وتعتبر القرية حديثة العهد، إذ كانت تقع سابقاً على بعد 2 كم عن موقعها الحالي، قبل أن يتم نقل المنازل إلى الموقع الحالي.
قرية تل برهم، قرية عربية، تبعد عن القامشلي 30 كم من الجهة الغربية الشمالية، وتبعد عن القحطانية 6 كم من الجهة الشمالية الشرقية، يعود أصل تسمية القرية إلى (تل برم) وهي عبارة عن قلعة توحي بالالتفاف حول التل. وتشتهر القرية بزراعة كل من القمح، الشعير، العدس، الكمون والكزبرة. وجدير بالذكر أن أهالي القرية ينحدرون من منطقة الرقة وتم نقلهم إلى منطقة الجزيرة بعد أن غمرت أراضيهم وذلك منذ نحو 50 عاماً.
قرية تل شعير، قرية كردية، تبعد عن القامشلي 19 كم من الجهة الشرقية الشمالية، وعن القحطانية 10 كم من الجهة الغربية الشمالية، وتنسب التسمية إلى اللغة الكردية منذ مئة عام. إذ كان الحليب متوفراً بشكل كبير في القرية فأصبحت معروفة بالكلمة الكردية (تير شير)، ومعناها بالعربي وفرة الحليب، قبل أن يتحور اسمها إلى (تل شعير) بسبب السياسة التي اتبعها النظام سابقاً في تعريب أسماء القرى الكردية. كما تشتهر القرية بزراعة القمح، الشعير، العدس، الفول، البصل والقطن والمحاصيل الصيفية وذلك لوفرة المياه.
تمكن فريق المنظمة من إيصال فكرته عبر المجتمع المصغر الذي تقاسموه ضمن فريق واحد خلال شهرين كاملين من التدريبات والأنشطة، تبادلوا خلالهما وجهات نظرهم الثقافية، وكونوا علاقات صداقة بينهم، ونقلوا تجربتهم الصغيرة هذه إلى الأهالي في القرى المستهدفة، مؤكدين على ضرورة الوقوف معاً يداً بيد لتعميمها وتحويلها إلى ثقافة مجتمعية.
ونفذ فريق المنظمة مجموعة من الأنشطة الهادفة إلى تعزيز العلاقات بين المكونات في المنطقة، تدعو إلى السلام بينها ونشر ثقافة تقبل الآخر، إذ تبادل الفريق الألبسة التراثية الخاصة بالمكونات (كرد، عرب وسريان)، والتي عبرت وحملت مفهوم تقبل الآخر، كما انقسم الفريق إلى مجموعات لتنفيذ نشاط “زيارة منازل الأهالي”، الأمر الذي ساعد الفريق والأهالي على التعرف على بعضهم البعض.
وكانت اللقاءات مع الأهالي محوراً أساسياً في معرفة المشكلات والخلافات، والسبب في تحديد العلاقات وبقائها في إطار العلاقات الاقتصادية والتجارية والتي هي بالأساس محدودة، فلم يلحظ الفريق إلا وجود علاقات حقيقية محدودة بين بعض الأهالي من مختلف المكونات، والتي تعود معظمها إلى عوامل تجارية أو للدراسة وغيرها.
وطرحت خلال جلسة الحوار والنقاش مع الأهالي في القرى المستهدفة، بعض المشاكل التي تم تداولها بشكل تفاعلي، والتركيز على ضرورة فتح قنوات التواصل مع أهالي القرى المجاورة من المكونات الأخرى، وعدم ربط التعامل بين المكونات في جانبه الاقتصادي وحسب، بل تضمين ذلك مواضيع الثقافة والتاريخ والعلاقات الاجتماعية، وعدم السماح للخلافات بتفكيك النسيج الاجتماعي الممتد لمئات السنين.
وبعد الانتهاء من نشاط جلسة الحوار والنقاش، استعد الفريق للفقرة الفنية، والتي تضمنت تقديم عروض للدبكات الثلاث (السريانية، الكردية والعربية)، وسط تفاعل الأهالي الذين شارك الكثير منهم أعضاء الفريق في أدائها، قبل الانتقال إلى الفقرة الغنائية التي شملت تقديم أغاني فلكلورية للمكونات الثلاثة، ثم تلى ذلك تقديم العرض المسرحي الذي يحمل فكرة مشروع ‹بعيدين عنكن بخطوة› المتمحورة حول السلم الأهلي والعيش المشترك.
هذا ونفذ الفريق بعد اختتام العروض نشاطاً ترفيهياً خاصاً بالأطفال، تضمن تنظيم مسابقات بينهم وتوزيع بعض الهدايا عليهم، قبل أن يتم إغلاق البرنامج بأداء دبكة جماعية شارك فيها الأهالي.
هذا ولاحظ الفريق على الرغم من التنوع الإثني الذي يميز ريف تربى سبيه، وجود معوقات تواصل بين مكونات تلك المنطقة، وذلك بسبب الواقع المرير الذي يواجه البلاد على مدى السنوات الأخيرة، ما خلق نوعاً من الانغلاق والإنطواء الاجتماعي لكل مكون، وعلى إثره حث الفريق الأهالي في تلك القرى على ضرورة بناء علاقات اجتماعية جديدة، وحل الخلافات القائمة بتقبل الآخر والاختلاف واعتباره حالة صحية قائمة في جميع المجتمعات.
وبذلك يكون الفريق قد أنهى جولاته في ثلاث قرى من أصل ثماني قرى ضمن خطة الأنشطة في ريف تربى سبيه.
الجدير بالذكر أن فريق منظمة (GAV4RD) مستمر في تنفيذ جولاته في قرى ريف تربى سبيه، ومن المتوقع أن تنتهي المرحلة الأخيرة من المشروع في 26 نيسان / أبريل الجاري.