متدربات بازار 4 تستهلن رحلة جديدة لتطوير مهاراتهن في الخياطة 

انضمت ملكة العلي (36 عاماً) ودالية إسماعيل (37 عاماً) أخيراً إلى ورشة التدريبات العملية في مهنة الخياطة ضمن فعاليات المرحلة الرابعة من مشروع (بازار)، رفقة 22 امرأة أخرى من سكان مدينة الرقة. 

تقول ملكة التي خسرت الكثير بسبب الحرب خلال سنوات سيطرة تنظيم داعش على المدينة، إن كل تلك الظروف التي مرت بها لم تثنها عن الانضمام لزميلاتها لتطوير مهاراتها في الخياطة، لبدء صفحة جديدة في ميدان العمل. 

تعرض منزل ملكة كآخرين من سكان الرقة للحرق على يد عناصر التنظيم المتشدد، فخسرت عدة العمل التي كانت تملكها، لكن ذلك لم يقف أمام محاولاتها الجاهدة للعودة إلى ميدان العمل مجدداً، فتمكنت من اقتناء مكنة خياطة صغيرة سعياً للحفاظ على مهنتها باعتبارها المورد المالي الوحيد تقريباً لإعالة أسرتها المكونة من أربعة أولاد، ولمساعدة زوجها الذي لم يعد قادراً عن العمل بسبب المرض.

تقول ملكة إن الانضمام لفريق المتدربات ضمن المرحلة الرابعة من مشروع (بازار) الخاصة بدعم النساء اقتصادياً، والذي انطلقت نسخته الأولى في أيار / مايو من العام الماضي، يحمل معه بريق أمل جديد لانطلاقة أخرى في ميدان العمل بعد أن تطور مهاراتها المهنية من خلال التدريبات التي بدأت السبت الفائت 12 (حزيران / يونيو) الجاري. 

أما دالية، التي تعمل في مجال الخياطة منذ ستة أعوام، فتقول إنها ترى الانضمام لزميلاتها في التدريبات المهنية ضمن مشروع (بازار) بنسخته الجديدة تمثل فرصة لتطوير مهاراتها في هذا الميدان.

دالية التي تعيل ستة أطفال منذ انفصالها عن زوجها، انضمت للتدريبات التي انطلقت قبل يومين بحماس شديد، إذ تقول إنها بحاجة لتطوير خبراتها في هذا الميدان، نظراً لتزايد الطلب وانتعاش السوق المحلي منذ تحرير الرقة من سيطرة تنظيم داعش.

وانطلقت التدريبات العملية في مهنة الخياطة السبت بمشاركة 24 امرأة من سكان مدينة الرقة، في محاولة لدعم النساء على تأمين سبل عيش مستمرة وثابتة لهن عبر برنامج تدريب مكثف، بالإضافة إلى تدريبات في مجال التسويق المهني على مدار شهرين ونصف. 

يدعم السياق العام للمشروع إعادة دمج المتدربات في سوق العمل بما يتلاءم مع خطة توفير الدعم الفني والتقني لهن، ومساعدتهن في الحصول على فرص عمل ثابتة، والتركيز على تحسين مستواهن الاقتصادي بما يتيح لهن الاعتماد على أنفسهن وتأمين دخل ثابت لأسرهن، وبما يحقق لهن استقلالاً مادياً. 

ويأتي المشروع في مرحلته الرابعة بعد تمكين مهارات (84 متدرباً ومتدربة) من سكان مخيم تل السمن ومدينة الرقة خلال المراحل الثلاث السابقة، في مهن: الخياطة بشقيها الرجالي والنسائي، والحلاقة بشقيها الرجالي والنسائي، والسباكة (التمديدات الصحية)، والديكور الداخلي والكهرباء المنزلية، بالإضافة إلى التدريبات الخاصة بالتسويق المهني.

كما يأتي المشروع استجابة لحجم الاحتياجات الكبيرة في مجال سبل العيش وتوفير فرص عمل أكثر لفئة الشباب ومواكبة حاجة السوق المحلية للأيدي العاملة الماهرة من خلال إنشاء مساحات آمنة للتدريبات المهنية بما يضمن تمكين مهارات المشاركات في مجال الخياطة.