متدربو بازار يشقون طريقهم في سوق العمل بمهاراتهم المهنية الجديدة
بعد رحلة مكثفة من جلسات التدريب المهنية، حانت لحظة نهاية المرحلة الثانية من مشروع (بازار)، ليتسلم المتدربون الأدوات والعدّة المخصصة للبدء بخطوتهم التالية.
هي خطوة لابد منها في نهاية كل مرحلة تدريب مهني، أن يبدأ المتدربون بالخوض في دهاليز المهنة بأنفسهم وشق طريقهم في سوق العمل مجدداً بعد أن وجدوا أنفسهم مرغمين في خيام النزوح بعيداً عن مدنهم وبلداتهم وقراهم.
خاض متدربو مشروع (بازار 2) 27 جلسة تدريب في ثلاث مهن رئيسية: (الخياطة النسائية، الخياطة الرجالية والتمديدات الصحية)، بالإضافة إلى تدريبات في مجال التسويق المهني لمنحهم فرصة مناسبة على المنافسة في سوق العمل.
يقول باسل محمد (22 عاماً) أثناء استلام الأدوات والعدة الخاصة في نهاية المشروع: “لن تذهب هذه التدريبات سدى”.
محمد أحد المتدربين في ورشة التمديدات الصحية (السباكة)، قال ذلك وهو يستعد مع زملائه الآخرين للبدء بعملهم الأول الذي حصلوا عليه قبل نهاية التدريبات، والذي يتضمن تنفيذ توسعة للتمديدات الصحية في مخيم تل السمن نفسه، حيث يعيش الآلاف من النازحين.
يقول محمد وزملائه، أن حصولهم على هذه الفرصة العملية، ستعزز من ثقته وزملائه بأنفسهم، وستساهم في ترسيخ المهارات التي اكتسبوها طيلة جلسات التدريب التي خاضوها كجزء من فريق المتدربين ضمن مشروع (بازار 2)، خصوصاً وأن المدرب نفسه سيكون على تواصل دائم معهم طيلة فترة العمل الجديد.
في مخيم تل السمن أيضاً، أنجز متدربو ومتدربات ورشتي الخياطة الرجالية والنسائية نشاطهم الختامي بإقامة معرض للمنتجات التي حاكوها بأنفسهم طيلة فترة التدريب المهني.
الكثيرون ممن زاروا المعرض من سكان المخيم، أبدوا إعجابهم بمستوى الإتقان الذي وصل إليه المتدربون خلال فترة قياسية.
ساهم نجاح المعرض في رفع ثقة المتدربين والمتدربات بأنفسهم، فيما لم يهدر معظمهم الوقت وبدؤوا بأولى خطواتهم العملية في ميدان العمل مجدداً.
إذ استأجر البعض منهم محلات وقاموا بتجهيزها للبدء بالعمل مباشرة، مثل جيهان الطيار (39 عاماً)، التي استأجرت محلاً في مدينة الرقة، على أمل أن تبدأ مشوارها في سوق العمل وتحقيق استقلال مادي يساعدها في تأمين قوت أطفالها وعائلتها.
بدأت جلسات التدريب المهنية في مشروع (بازار 2) في السابع من تشرين الثاني / نوفمبر الماضي واستمرت لغاية الأول من كانون الأول / ديسمبر الجاري، وسط إجراءات صحية مشددة نتيجة للأزمة الصحية التي تمر بها المنطقة والعالم.
ورغم توفير المشروع فرصة التدريب لـ (24) متدرباً ومتدربة في المهن الثلاث الرئيسية، إلا أن الآلاف من النازحين في مخيم تل السمن وغيره من المخيمات لا يزالون بحاجة ماسة إلى برامج إضافية لإعادة دمجهم في سوق العمل وتمكينهم من توفير مصادر دخل ثابتة في إطار برامج سبل العيش التي تركز على تنمية القدرات البشرية بما يضمن حصولهم على فرص عادلة لتحسين ظروفهم.