متدربو بازار: الأمل يشق طريقه دائماً حتى في أحلك الظروف
بعد أن فقد والده وشقيقه على يد تنظيم داعش عام 2017، وجد محمد العايد (28 عاماً)، نفسه مسؤولاً عن والدته وأخوته الصغار، إضافة إلى زوجته وأطفاله.
حاول العايد خلال السنوات الثلاث الماضية أن يؤمن مصدر دخل ثابت للعائلتين اللتين وجد نفسه مسؤولاً عنهما، إلا أن الظروف التي مرت على المنطقة، حالت دون ذلك، على حد تعبيره.
وما أن أنهى العايد خدمته الإلزامية، حتى وجد نفسه مضطراً للنزوح من بلدته (حمام التركمان)، إثر الهجوم العسكري التركي في تشرين الأول من العام الماضي، ليجد نفسه إخيراً في مخيم تل السمن، الذي يأوي الآلاف من النازحين الفارين من منطقة تل أبيض وريفها.
انضم العايد قبل أسابيع لفريق المتدربين ضمن مشروع (بازار 2)، ليبدأ بإتقان أساسيات مهنة الخياطة الرجالية شيئاً فشيئاً، ويستغل الفرصة التي أتيحت له بشكل مناسب.
يعقد العايد الآن الآمال على تطوير قدراته في هذه المهنة، علّها تكون الحل المنشود لتأمين مورد ثابت للدخل، ودخول سوق العمل مجدداً، رغم صعوبات النزوح المستمرة حتى الآن.
في مكان آخر، حيث يحتاج الأمر لبذل جهد إضافي يفوق ما تتطلبه مهنة الخياطة، يجلس قراجة العبو (31 عاماً)، ليأخذ قسطاً من الراحة بعد يوم من العمل المتواصل والتدريبات ضمن فريق متدربي مهنة (السباكة).
أمضى قراجة الذي ينحدر من قرية الشركراك، جل حياته في ممارسة الأعمال الحرة، ولم تهيء له الحياة فرصة لإتقان مهنة محددة، لكنه يقول إن مشروع (بازار 2) حقق هذا الأمر أخيراً، وإن جاءت الفرصة في ظروف صعبة.
يتحدث قراجة الذي فر مع عائلته إبان الهجوم التركي العام الماضي، عن من منزله الذي تركه ورائه، ولجوئه إلى مخيم تل السمن، لافتاً إلى إن الأمل يشق طريقه دائماً إلى قلب المرء حتى في أحلك الظروف.
ويقول العبو، إنه ينقش الآن مستقبله بأزميله ومطرقته، ليفتح معهما صفحة جديدة لحياة مختلفة، على حد تعبيره.
مشروع (بازار) بنسختيه الأولى والثانية، يهدف لتوفير فرص دعم حقيقية للنازحين الذين أجبروا على ترك منازلهم وأعمالهم بعد الهجوم العسكري التركي، الذي زاد من حجم التحديات التي كانوا يواجهونها أساساً منذ عام 2011.
ويوفر المشروع بنسخته الثانية الحالية تدريبات في مهنتي الخياطة الرجالية والنسائية، إضافة إلى مهنة السباكة (التمديدات الصحية)، إلى جانب تدريبات في التسويق المهني، لأربع مجموعات من المتدربين والمتدربات، تضم كل واحدة منها 6 أشخاص.