جيهان ومحمد: بازار فرصة نحو التغيير وإثبات الذات مجدداً
ارتدت فتيات جميلات صغيرات في مخيم تل السمن، فساتين جديدة حاكتها يد جيهان وبقية متدربات (بازار 2) خلال أسبوعهن الأول ضمن ورشة الخياطة النسائية.
تقول جيهان الطيار (39 عاماً)، إن هذه الفساتين الملونة رغم بساطتها، تحظى بأهمية بالغة لدى الفتيات الصغيرات اللاتي ينتظرن المزيد منها مع مرور أيام التدريب.
تقول جيهان التي فقدت مشغلها السابق في مدينة تل أبيض إثر الهجوم العسكري التركي الذي أجبرها وزوجها وأفراد عائلتها التسعة للنزوح إلى مخيم تل السمن قبل أكثر من عام، تقول إن العيش بعيداً عن المنزل ومكان العمل خسارة لا يمكن تعويضها، لكن يمكن تخفيفها مع العودة إلى العمل مجدداً.
خسرت جيهان وكذلك زوجها عملهما ومصدر دخلهما بسبب النزوح، لكنها تمكنت إبان بدء مرحلة اختيار المتدربات في مشروع (بازار 2) من إثبات مهارتها في الخياطة النسائية، وتشارك الآن في ورشة التدريب لاكتساب مهارات وخبرات جديدة في عالم التفصيل والحياكة والتصميم.
ليس بعيداً عن موقع ورشة الخياطة النسائية، يحاول المهندس الميكانيكي، محمد المطير وزملائه من المتدربين في ورشة التمديدات الصحية (السباكة)، المضي قدماً لمواكبة برنامج التدريبات العملية.
عاد محمد الذي تخرج من قسم (معدات البترول) في جامعة عين شمس في القاهرة، من رحلة العمل الطويلة التي أمضاها في السعودية والتي استمرت عشرة أعوام ليستقر في مسقط رأسه قرب بلدة سلوك عام 2011.
لكن الظروف التي مرت بها البلاد حملت لمحمد مفاجأت لم يكن ليتوقعها، فلم يتمكن من العمل في مجال اختصاصه، واضطر لبدء صفحة جديدة وافتتاح محل لبيع قطع التبديل الزراعية، حتى جاء الغزو التركي عام 2019، فخسر كل شيء ونزح مع عائلته المؤلفة من 6 أفراد إلى الرقة ثم إلى مخيم تل السمن.
يقول محمد إنه وجد في مشروع (بازار 2) وتحديداً ضمن ورشة التدريب المهني الخاصة في مجال التمديدات الصحية، بصيص أمل جديد للعودة إلى العمل مجدداً بعد مرور نحو عام على وصوله إلى مخيم تل السمن.
يعتبر محمد الآن من أنشط المتدربين رغم مرور نحو أسبوعين فقط على بدء التدريبات العملية، ويقول إنه يسعى الآن بكل جهده لتطوير مهاراته في هذا المجال الجديد للعودة إلى ميدان العمل مجدداً.
يهدف مشروع (بازار) بنسختيه الأولى والثانية، لتوفير فرص دعم حقيقية للنازحين الذين أجبروا على ترك منازلهم وأعمالهم بعد الهجوم العسكري التركي، الذي زاد من حجم التحديات التي كانوا يواجهونها أساساً منذ عام 2011.