خيمة النشاطات تتزين بقطع الملابس المصنوعة بيد متدربي بازار

أثناء تجولك في خيمة ورشة الخياطة الرجالية والنسائية، لا يلفت نظرك سوى قطع الملابس المعلقة التي صنعها المتدربون يوماً بعد آخر، لتترجم الخبرات التي اكتسبوها خلال التدريبات المهنية التي بدأت قبل نحو شهر ونصف. 

إيمان العلي (30 عاماً) حرصت على تعليق قطع الملابس التي صنعتها لتكون على مرأى الجميع ودليلاً على عدم توفيرها لكل جهد مطلوب لصناعة كل ما هو متقن وملفت للنظر. 

لم تكن إيمان قد أتمت تعلم مهنة الخياطة قبل نزوحها من بلدة سلوك مع عائلتها المكونة من سبعة أفراد إثر العملية العسكرية التركية في تشرين الأول / أكتوبر من العام الماضي، ولم تسعفها مكنة الخياطة البسيطة في منزلها السابق من إتقان المهنة التي تحب.

لكن ومع انطلاق فعاليات مشروع (بازار) أتيحت لإيمان الفرصة لاستكمال مسيرتها في تعلم هذه المهنة، رغم حزنها على خسارة مكنتها البسيطة بعد اضطرارها للتخلي عنها إبان نزوحها بسبب الهجوم التركي. 

تمكنت إيمان خلال فترة وجيزة اكتساب كل المهارات التي كانت تحتاجها للتحول إلى خياطة محترفة، وتمكنت في البداية من صناعة بلوزة وتنورة لابنتها الصغيرة كي ترتديها خلال أيام عيد الأضحى، قبل أن تتمكن من صناعة فستان لابنتها الأخرى.

تخطط إيمان الآن مع اقتراب نهاية مشروع (بازار) في افتتاح مشغلها الخاص والاستغناء عن شراء الملابس الجاهزة لتأمين احتياجات أفراد أسرتها خصوصاً بعد موجة الغلاء الكبيرة للأسعار وفي ظل ظروف الحظر العام المفروضة لمواجهة الأزمة الصحية لفيروس (كورونا).

لا يختلف الأمر كثيراً بالنسبة إلى حسين خليل (30 عاماً)، الذي نزح من مدينة تل أبيض إبان الهجوم العسكري التركي قبل أكثر من 10 أشهر.

خليل الذي كان يعمل في ورشة خياطة محلية قبل عام 2011، أجبر بعد الأحداث التي شهدتها البلاد على ترك العمل نتيجة إغلاق ذلك المشغل، وظل يكافح لإعالة أطفاله الأربعة.

يقول خليل إنه تمكن خلال فترة التدريب ضمن ورشات مشروع (بازار) من استكمال مهاراته في مهنة الخياطة الرجالية والعودة إلى مهنته القديمة التي أجبرته ظروف الحرب على التخلي عنها، مؤكداً على استمراره في المحاولة لبدء انطلاقة جديدة وهو يفكر في افتتاح مشغله الخاص هذه المرة، بعد أن يحصل على المعدات اللازمة التي ستمنح له مع نهاية التدريبات. 

وأطلقت منظمة (GAV) فعاليات مشروع (بازار) في مخيم تل السمن في 21 حزيران / يونيو الفائت، ويستهدف تدريب 24 مستفيداً ومستفيدة من سكان المخيم في مهنتي الخياطة والحلاقة بشقيها الرجالي والنسائي، وبإشراف مدربين محترفين.

ويهدف المشروع إلى إعادة دمج المتدربين في سوق العمل بعد حصولهم على التدريبات المهنية ودعمهم بالأدوات اللازمة لافتتاح مشاريع خاصة في المهن المحددة، لمساعدتهم على تأمين مصادر دخل ثابتة لهم ولأسرهم وتخفيف اعتمادهم على المساعدات الإنسانية.