متدربو بازار يقطفون ثمار عملهم ويكتشفون مهاراتهم

متعة وشغف شراء اللباس الجديد لنا ولأطفالنا لا تكاد تختلف مهما اختلفت الظروف، لكن أن يكون ذاك اللباس من صنع أيدينا فهي متعة مضاعفة.

ترى كل هذه المتعة متجسدة في عيني سهام محمد (37 عاماً)، وهي تتفحص أول تنورة وأول بلوزة قامت بتفصيلها وخياطتها على مقاس ابنتها الصغيرة.

انضمت محمد التي كانت تعمل سابقاً في دار المرأة في مدينة تل أبيض إلى مشروع التدريب المهني الذي أطلقته منظمة (GAV) في 21 حزيران / يوليو الفائت، بعد أن أجبرت على النزوح إثر الهجوم العسكري التركي على المدينة في تشرين الأول / أكتوبر من العام الماضي.

وصلت محمد إلى مخيم تل السمن للنازحين برفقة زوجها وأطفالهما الأربعة منذ ذلك الوقت، لتعتمد على المساعدات كمصدر لإعالة العائلة بعد أن فقدت عملها.

وتعبر محمد التي لم تفارق الدهشة وجهها عن فرحتها بعد أن امسكت بأول قطعة ثياب من صنع يديها، لتقول: “اليوم فقط أستطيع أن أصنع مستقبلي ومستقبل عائلتي.”

تشكل محمد إلى جانب خمس متدربات أخريات، فريق مهنة الخياطة النسائية ضمن فعاليات مشروع (بازار)، الذي وفر لهن فرصة تلقي التدريبات اللازمة لتطوير مهاراتهن في هذه المهنة، وإتاحة المجال أمامهن لإطلاق مشاريعهن الخاصة رغم ظروف النزوح الصعبة.

وفي مشهد مماثل، بإمكانك رؤية شغف قاسم الهلال (33 عاماً) أثناء تدربه على اتقان مهارات استخدام مقص الحلاقة وتقديم أفضل خدمة لزبائنه من المتطوعين.

نزح الهلال من قرية الشركراك منذ الهجوم العسكري التركي على المنطقة، ليفقد الأمل في افتتاح صالونه الخاص، لكن هذا الأمر تغير منذ التحاقه بورشة مهنة الحلاقة الرجالية ضمن مشروع (بازار) في مخيم تل السمن للنازحين.

يقول الهلال: “تمكنت من تعويض كل ما فاتني من مهارات قبل انطلاق المشروع، الآن أحاول الالتزام بخطوات المنهج الذي تم إعداده لجلسات التدريب لتقديم أفضل خدمة للزبائن.”

يضيف الهلال أنه يتعامل مع كل زبون وكأنه يمارس الحلاقة لأول مرة في حياته، كمؤشر على حرصه في تقديم خدمة متقنة، على حد تعبيره.

وأطلقت منظمة (GAV) فعاليات مشروع (بازار) في مخيم تل السمن في 21 حزيران / يونيو الفائت، ويستهدف تدريب 24 مستفيداً ومستفيدة من سكان المخيم في مهنتي الخياطة والحلاقة بشقيها الرجالي والنسائي، وبإشراف مدربين محترفين.

ويهدف المشروع إلى إعادة دمج المتدربين في سوق العمل بعد حصولهم على التدريبات المهنية ودعمهم بالأدوات اللازمة لافتتاح مشاريع خاصة في المهن المحددة، لمساعدتهم على تأمين مصادر دخل ثابتة لهم ولأسرهم وتخفيف اعتمادهم على المساعدات الإنسانية.