الإصابة وظروف النزوح لن تهزم شغف متدربي (بازار) بالعمل
لم تمنع إصابة إبراهيم الهلال خلال الحرب الدائرة في البلاد منذ سنوات، أن يكون أحد أبرز المتدربين في ورشة الحلاقة الرجالية ضمن مشروع (بازار) في مخيم تل السمن في ريف الرقة.
فقد الهلال البالغ من العمر (36) عاماً، إحدى ساقيه جراء انفجار لغم من مخلفات تنظيم داعش في قرية (الشركراك) قبل أعوام، قبل أن يجبر على النزوح إلى مخيم تل السمن بعد الهجوم التركي الأخير.
تسببت الإصابة بتدهور وضع عائلة الهلال الصغيرة المؤلفة من زوجته وأولاده الأربعة، بسبب صعوبة العثور على فرصة عمل تناسب حالته الجسدية إثر الحادثة.
يقول الهلال إنه وجد في مشروع (بازار) للتدريبات المهنية فرصة لتعويض ما فاته بسبب الإصابة التي لم تمنعه بالفعل من الوقوف بجدارة أمام كرسي الحلاقة، طامحاً في منافسة أقرانه الآخرين.
ويؤمن الهلال أن إصابته تلك لن تقف حاجزاً أمام تحقيق طموحه في توفير مصدر دخل دائم لعائلته الصغيرة، وهو ما سيوفره له المشروع بعد تلقي التدريبات المهنية اللازمة، على حد تعبيره.
على مقربة من مقر تدريبات ورش الحلاقة، لا يمكنك إلا أن تلاحظ لهفة وشغف سوسن السفر، وهي تركز على تلقي مهارات مهنة الخياطة النسائية.
تواجه سوسن البالغة من العمر (30) عاماً، ظروفاً استثنائية، إذ تعرض زوجها لصدمة عصبية بسبب ظروف الحرب القاسية، لتجد نفسها أمام مسؤولية كبيرة وتحمل أعباء تربية ثمانية أطفال.
لكن هذه الظروف كلها لم تمنع سوسن من البحث عن مصدر للدخل لإعالة الأسرة، فحصلت بمساعدة إحدى قريباتها على ماكينة خياطة بسيطة، وبدأت بتعلم المهنة، قبل أن تتمكن من تأمين جزء من احتياجات عائلتها.
ومع بدء الهجوم التركي على شمال شرقي سوريا، أجبرت سوسن وعائلتها على النزوح باتجاه مخيم (تل السمن) من قرية (الزيبقية) في ريف تل أبيض الشرقي، لتجد نفسها في مواجهة ظروف أكثر قسوة.
تقول هذه الأم الشابة، إن مشروع (بازار) يعتبر أملاً جديداً لتغيير مسار حياتها وحياة عائلتها نحو الأفضل، إذ تطمح لبدء العمل فوراً مع انتهاء فترة التدريب المهني.
وأطلقت منظمة (GAV) فعاليات مشروع (بازار) في مخيم تل السمن في 21 حزيران / يونيو الفائت، ويستهدف تدريب 24 مستفيداً ومستفيدة من سكان المخيم في مهنتي الخياطة والحلاقة بشقيها الرجالي والنسائي، وبإشراف مدربين محترفين.
ويهدف المشروع إلى إعادة دمج المتدربين في سوق العمل بعد حصولهم على التدريبات المهنية ودعمهم بالأدوات اللازمة لافتتاح مشاريع خاصة في المهن المحددة، لمساعدتهم على تأمين مصادر دخل ثابتة لهم ولأسرهم وتخفيف اعتمادهم على المساعدات الإنسانية.