منظمة GAV4RD تختتم مشروع «أنا ومدرستي»

اختتمت منظمة GAV للإغاثة والتنمية يوم أمس الأربعاء 22 أيار/مايو 2019 مشروع «أنا ومدرستي» الذي قدم الدعم لعشرات المدارس في مدينة الرقة وناحية القحطانية بريف المحافظة.

واستهدف مشروع «أنا ومدرستي» 37 مدرسة من بين الأكثر تضرراً نتيجة الحرب وأعمال السرقة والنهب التي طالت المنطقة عموماً، إذ تحطمت محتويات الصفوف من مقاعد دراسية وسبورات وطاولات ومقاعد المعلمين، كما خلعت أبوابها ونوافذها، وطال الدمار مبانيها الرئيسية ودورات المياه فيها، ناهيك عن الأضرار النفسية التي لحقت بتلاميذ المنطقة على يد تنظيم داعش المتشدد الذي أجبر الكثير من المدارس على إغلاق أبوابها خلال سنوات حكمه، ما أدى إلى ابتعاد الأطفال عن التعليم وانتشار الجهل والأمية بين أبناء جيل الحرب.

وبعد الهزيمة العسكرية لتنظيم داعش وعودة الأمان بشكل نسبي إلى تلك المناطق، أطلقت منظمة GAV للإغاثة والتنمية في 20 آذار/مارس 2019 مشروع «أنا ومدرستي» للمساهمة في عودة الطلاب إلى مدارسهم وصفوفهم، وذلك من خلال تقديم حقائب مدرسية للطلاب وتوزيع بروشورات توعوية عليهم عن أهمية التعليم، وأيضاً من خلال تجهيزها ببعض ما يمكنه المساعدة على إعادة إطلاق العملية التعليمية بشكلها المرجو، عبر تلبية احتياجات الصفوف من مقاعد وسبورات وكراسي وطاولات وقرطاسية للمعلمين، إضافة إلى تزويد المدارس بمجموعات ترفيهية للأطفال ولوحات إعلانات وسلات مهملات وحاويات قمامة ومجموعات نظافة،

قدم المشروع 5485 حقيبة مدرسية وزعت في بعض المدارس المستهدفة، كما تم استبدال 1378 مقعداً محطماً بأخرى جديدة كلياً، وجرت صيانة كاملة للسبورات في 98 صفاً دراسياً وزود كل واحد منها بمجموعة قرطاسية وبكرسي وطاولة للمعلمين.

وحصلت كل مدرسة على مجموعة ترفيهية للأطفال، كما قام طاقم العمل بتركيب 37 لوحة إعلانات في المدارس المستهدفة، وتزويدها بـ 74 حاوية قمامة و135 سلة مهملات، وبمجموعة نظافة لكل منها.

وأقيم حفل افتتاح لـ 18 مدرسة من المدارس المستهدفة بحضور الطلاب وذويهم ومعلميهم، وزعت خلاله ضيافة مقدمة من طاقم العمل، كما جرى توزيع 4000 بروشور توعوي عليهم من أجل تشجيع التلاميذ على التعليم والمحافظة على مدارسهم.

ولاقى مشروع «أنا ومدرستي» صدى إيجابياً بين الطلاب وأهاليهم ومعلمي المدارس المستهدفة، إذ التقى طاقم العمل مع المستفيدين من المشروع، وأبدوا سعادتهم بالدعم المقدم من منظمة GAV للإغاثة والتنمية، وبمساهمتها في تحسين الواقع التعليمي في المنطقة.

يقول أبو إبراهيم، وهو أستاذ في مدرسة الأنصار، إن مشروع «أنا ومدرستي» ساهم في عودة نحو «20% من الطلاب المتغيبين عن المدارس».

من جهته، يشكر أبو محمد، وهو أستاذ اللغة العربية في مدرسة كديران الغربية، منظمة GAV وكادرها على تنفيذها مشروع «أنا ومدرستي»، ويؤكد أن المشروع يسهل عودة الأطفال إلى المدرسة لأنه «يوفر لهم الأمور الأساسية، وهي أهم مما قدمته المنظمات الأخرى من أمور ترفيهية، إذ إن أكثر ما نحتاجه هو الأساسيات كالمقاعد والأثاث والسبورات…».

إلا أن لقاءات فريق العمل مع المستفيدين من المشروع أظهرت احتياجات أخرى لمدارس المنطقة، إذ تحدث الطلاب عن عدم احتواء الحقائب المدرسية على دفاتر رسم وأقلام ملونة وعدة هندسية، كما عبر المعلمون عن الحاجة الماسة لترميم مدارسهم المتضررة من القصف المتكرر وصيانة شبكة الكهرباء فيها، وضرورة تجهيز دورات المياه وتزويدها بخزانات للشرب، إضافة إلى حاجتهم إلى الكتب المدرسية والوسائل التعليمية الحديثة.

ساهم مشروع «أنا ومدرستي» في تحسين الواقع التعليمي في المدارس المستهدفة بشكلٍ جزئي، إلا أن حجم المتطلبات كبير، ويستدعي جهوداً أخرى لتشمل كافة الاحتياجات في المدارس المتضررة من الحرب.

تعمل منظمة GAV4RD منذ بداية انطلاقها عام 2017 على الاستجابة لاحتياجات المجتمع المحلي والنازحين في مناطق شمال شرقي سوريا، وبدأت المنظمة في عام 2019 بطور جديد من المشاريع والأنشطة ذات الأهمية البالغة للنهوض بالمجتمع والمساهمة في تعافيه من مخلفات الحرب على جميع المستويات.